تعديل

الأربعاء، 27 نوفمبر 2013

التنفس ,,,,, &&&&& سكره &&&&&&


عملية حيوية، لا إرادية، ويمكن التحكم بها إراديا. وهي مرآة عملية التفكير. فبمراقبة عملية التنفس يمكننا التعرف على الحالة النفسية للشخص، إلى جانب التعرف على الإطار العام للموضوع الذي يفكر به. بل يمكننا تجاوز ذلك الإطار العام والتعرف على بعض تفاصيل ذلك الموضوع… بمراقبة تنفس الشخص فقط.
.
فلنبدأ بحقيقة ان التنفس يتكون من شقين اساسيين: شهيق، وزفير. الى جانب وقفات مابين الإثنين. وهذا التناسب بين الشهيق والزفير، غالبا ما يدل على الحالة النفسية للشخص. فإن نظرنا للشخص وهو يضحك، نرى الشهيق، ثم الزفير السريع أثناء الضحك. وعلى العكس بالنسبة للشخص وهو يبكي. فنرى الشهيق، ثم الزفير البطيء أثناء البكاء.
.
وثمة حقيقة أخرى لا يعرفها إلا ما ندر من الناس، وهي أننا نفكر فقط أثناء الزفير. فالتفكير، بصورة عامة، يتم بالكلمات، ونحن تعودنا على الحديث أثناء الزفير فقط. لذا، فالتفكير الواعي (بالألم ايضا) يتم أثناء الزفير فقط. وربما، لهذا السبب نلاحظ أن من يعاني من الألم يطيل الشهيق، بهدف تقصير مدة الزفير، فتقصر مدة الإحساس بالألم.
.
عندما نراقب تنفس شخص ما، ونتنفس معه، ومثله. فإننا بعد فترة وجيزة نبدأ بتذكر بعض الاحداث من حياتنا الشخصية. ما تذكرناه من أحداث، يتشابه مع ما يفكر به الشخص الذي نقلده بالتنفس. أو، وبشكل آخر، فما يفكر بهوهو، وما تذكرناه نحن، لهم نفس الإطار، او انهما يقعان في نفس السياق.
.
الازواج يعرفان انماط، كما يعرفان الكثير عن بعضهما البعض. لذا، وبسبب نومهما قرب بعضهم البعض، فإنهما يتبادلان الكثير من المعلومات الشخصية عن بعضهم البعض… بواسطة التنفس. فهما، اثناء النوم يتبادلان المعلومات، كما ينصت كل منهم الى (تنفس) الاخر.
.
وللتنفس علاقة وثيقة بالشجار والعراك. فعندما يشتد الخلاف بين إثنان، نراهم يتنفسان عكس بعضهما البعض، فبداية شهيق احدهم يصبح بداية زفير الاخر. فترى احدهم يرفع صوته ولع يفتح المجال للآخر للحديث، بينما الاخر ينتظر ريثما ينتهي خصمه من الزفير فيبدأ بالصراخ عندما يبدأ خصمه بالشهيق. ولعل خير تجربة على ذلك ان تطلب من صديق ان يجلس امامك، وتبدأ بمعاكسة تنفسه، ثم بعد دقيقة او اثنتين تسأله فيم فكّر، فتراه يتحدث عن خلاف سابق مع شخص مثلا، او مشاجرة…
.
عندما يفكر الشخص في صور مرئية، ترى اكتافه ترتفع وتنزل اثناء التنفس، فهو يتنفس بواسطة الجزء العلوي من رئتيه. وعندما يفكر بإحساس معين، ترى بطنه يتحرك الى الداخل والخارج، فهو يتنفس مم الجزء الاسفل من رئتيه.
.
مجاراة شخص بالتنفس، او التنفس مثله، يعطيه الشعور انك مثله. فإن كان سيئا بعلمه عن نفسه، فإنه إما ان يغير نفسه، او انه يبتعد عنك. وإن كان يستحسن نفسه، فإنه حتما سيستلطفك.
.
أثنتء تنويم شخص، مغناطيسيا،  فإن المنوم يتحدث مع زفير الشخص المراد تنويمه. فذلك يمنع الشخص من الحديث، كما تعتبر هذه افضل وسيلة للخطو مع ايقاع الشخص بهدف تنويمه.
.
ويبقى ان نقول ان خير وسيلة لتنويم الاطفال الصغار، او الرضع، هم ان تحتضنه الأم، وتتنفس معه، ثم تبدأ شيئا فشيئا بتطويل الزفير…
.
ويبقى ان نقول ان التنفس، الى جانب كونه عملية حيوية، فإنه ايضا وسيلة لقراءة الافكار. كما انه وسيلة للإيحاء…

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More