تعديل

الثلاثاء، 1 أكتوبر 2013

جذور الذكاء الوجداني.




            بدأت جذور الذكاء الوجداني من مفهوم الذكاء الاجتماعي وذلك مع بداية الثلاثينيات عندما أوضح ثورا نديك   مفهوم الذكاء الاجتماعي في تقسيمه الثلاثي للذكاء (الذكاء الميكانيكي-الذكاء المعنوي- الذكاء الاجتماعي) واعتبره "القدرة على فهم وإدارة العلاقات الاجتماعية “, كما عرف المكون السلوكي بأنه" القدرة على التفاعل بشكل أكثر حكمة في العلاقات الإنسانية", كما أكد ثورا نديك Throndike R. على أهمية هذا التقسيم الثلاثي في قياس ذكاء الفرد بشكل أكثر شمولية.
ثم واجه مفهوم الذكاء الاجتماعي مشكلات عديدة نتيجة اتساع المفهوم ومشكلات في قياسه والمزج بينه وبين عدة مفاهيم كالشخصية والاتجاهات , فتطورت النظرة من خلال أفكار العالم الكبير وكسلر  Wechsler D. 1940 وذلك عن النواحي اللامعرفية للذكاء, فقد قام بنشر أول محاولة لقياس الجوانب غير المعرفية والمعرفية للذكاء العام حيث عرف الذكاء عام 1958 بأنه "قدرة الفرد الكلية الشاملة على التصرف بقصديه, والتفكير بعقلانية, والتعامل مع البيئة بفاعلية, وأنه من الذكاء أن يتأقلم الفرد مع المواقف الحياتية الجديدة" فمن هذا التعريف الشامل يضع مفاهيم الذكاء اللامعرفية كالشخصية والوجدانية والاجتماعية جنباً إلى جنب مع الذكاء المعرفي, كما أشار وكسلر إلى أهمية اختبار فينلاند للنضج الاجتماعيVineland Social Maturity Scale لقياس الكفاءة الاجتماعية والذي كان من أعمال Doll E. 1953 وذلك لما يقدمه الاختبار من درجة لمستوى النضج الاجتماعي للفرد أي نسبية الذكاء الاجتماعي ٍَ وهذا يوضح أن وكسلر ودول أول من بدأ بدراسة الذكاء الوجداني.
ثم جاء "ليبر 1948" وقدم مفهوم "التفكير الوجداني" واعتبره جزءاً من التفكير المنطقي ومن الذكاء العام. بعد ذلك تطورت النظرة واتسعت من خلال نظرية هيوارد جاردنر 1983 حيث رفض فكرة النظرة الموحدة للذكاء واقترح أن الذكاء يتضمن أبعاداً متعددة ومنظومة متنوعة من القرارات المعرفية والمبادئ غير المعرفية, وقدم في نظريته "الذكاءات المتعددةMultiple Intelligences " سبعة أنواع للذكاء اللفظي والرياضي المنطقي والموسيقى والجسمي الحركي والمكاني والذكاء الشخصي والذكاء بين الأشخاص, ثم أضاف أنواعاً أخرى هي الطبيعي والوجودي والروحي والأخلاقي, وتشمل النظرية محورين أساسيين هما:
·  القدرات الذاتية الوجدانيةIntrapsychic Capacities والتي تشتمل على الذكاء الشخصيPersonal Intelligence
·  القدرة الاجتماعيةInterpersonal Capacities والتي تشتمل على القدرة على التفاعل مع الآخرين.(Quoted in Cherniss C.2000).
ولقد نجحت نظرية الذكاءات المتعددة بتأثيرها على عملية التعليم ومعالجة كثيراً من القصور, كما ساعدت في تنمية الكثير من المهارات والقدرات الشخصية للطلاب بمراحل التعليم المختلفة. كما أكد هوارد جاردنر في كتابه عن الذكاءات المتعددة عام 1985 أن فهم الإنسان لنفسه وللآخرين وقدرته على استخدام وتوظيف هذا الفهم يعد أحد نماذج الذكاء ,الذكاء الشخصي, والذكاء في العلاقة بالآخرين وكلاهما مهارات ذات قيمة في الحياة
·        دعا فكر هيوارد جاردنر إلى بلورة مفهوم الذكاء الشخصي على المستوى العربي على يد فؤاد أبو حطب من 1983 إلى 1990 حيث شارك مع العديد من الباحثين في الاهتمام بالذكاء الشخصي وقدم تقسيماً للذكاء يتمثل في ثلاثة أنواع (المعرفي-الاجتماعي-الوجداني) واستمر هذا النموذج في حالة من التطور حتى تم تعديله إلى سبعة أنواع من الذكاءات وكان منها الذكاء الشخصي إلى أن انتهى التصنيف عام 1983 في شكل نموذج العمليات المعرفية النفسية (الموضوعي objective/impersonal – الشخصي intrapersonal – والذكاء بين الأشخاص interpersonal/social intelligence), وقصد بالذكاء الشخصي استراتيجيات عملية التفكير,والتي تتحول إلى مهارات تكتسب بالتعلم وتختزن في الذاكرة في صورة كفاءات مضمونها المعلومات الشخصية المتصلة بالذات.
  وعلى نفس غرار أفكار ودراسات هيوارد  جاردنر اهتم أبو حطب بهذا المفهوم (الذكاء الشخصي) حيث يتداخل مفهوم أبو حطب جزئياً مع مفاهيم هيوارد  جاردنر من حيث قدرة الفرد على الاستبصار الداخلي بذاته,ولكن أبو حطب كان أكثر تحديدا حيث قام بحصر الذكاء الشخصي بدقة وقام بالمطابقة بين التقرير الذاتي والمحك الخارجي, مما يسهل تقديره كماً وكيفاً من خلال حساب الفرق بينهما فكلما قل الفرق بينهما زاد الذكاء الشخصي , وأيضاً تناول الخبرة الذاتية بصورتها العامة وليس الخبرة الانفعالية كما أوضحها هيوارد  جاردنر.
المصادر:
(Wechsler,1943)
(محمد عبدا لهادى حسين, 2003)
(فؤاد أبو حطب, 1991).
( عثمان الخضر, 2002).

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More