كانت هناك ارض طيبة خصبة بكل شيء من الزرع والضرع وحتي أهلها كانوا مؤهلين لكل شيء فقد من الله عليهم بكل أنواع الخيرات العميمة فهي بحق أرض طيبة ورب غفور, ولكنهم كانوا مبتليين بداء عجيب وهو الفساد الذي انتشر بينهم, فهم في كل حياتهم يعتمدون على الرشوة ولا تستطيع ان تفعل أي شئي من مصالحك الا وتدفع المعلوم لكل موظف واما سوف تعاني الأمرين في الوصول وتحقيق حقك الطبيعي ناهيك عن ان الموظفين يعتبرون انفسهم ساده على الشعب وليس في خدمته وذلك من اول رئيس البلاد حتي اصغر موظف ولا يعملون اصلا فمعظم اوقاتهم اما خارج العمل او في الاكل والشرب وغير ذلك حتي الصلاة استخدموها كوسيلة للهروب وتضييع الوقت وشعارهم على قدر فلوسهم !!!!واستباحوا الاموال العامة نهبا وافسادا...وانتشر العري والمجاهرة بالمعاصي والسيئات ففي اوقات الصيام تجد المجاهرة بالفطر وصلاتهم مظهره وعلمائهم في خدمة الحاكم والفتاوي جاهزة دائما وموظفه للأغراض الخاصة حتي انه يفتي بقتل المعارضين واهدار دمهم واموالهم بحجة انهم خوارج!!! ولا صلاة في المساجد طالما تتعارض مع اغراض الحاكم الألة او نائبه!!!
لذا فقد سلط الله عليهم حكام فاسدين يذلونهم ويرتكبون في حقهم كل المفاسد والتعذيب واغلاق الحريات واستعباد الشعب وفتح السجون والمعتقلات ومنع كل انواع الحريات والغريب في الأمر انهم استعذبوا ذلك وقاموا يغنون ويرقصون تسلم الأيادي !!!!
وقد كان فيهم احد العلماء الصالحين فاكتشف ذلك وامرهم بالتخلي عن هذه السلوكيات فقال الكثير منهم نحن عبيد ولا نريد الا من يحكمنا كعبيد ونحن نقبل يده وحذائه العسكري كمان!!! كما ان الولايات العامة والإمارة والمناصب الكبرى كلها للحاكم ومنافيقه واتباعه من الجنود والحرس والشرطة والاعلام والمنافقين والقضاة الفاسدين الذين اشتراهم الحاكم بالترغيب والترهيب قبل ذلك، ولذلك فهم في حكم الرقيق والعبيد نفسيا واجتماعيا، ولا يجوز لهم الولاية على الأحرار من الشعب ولكنهم ضحكوا عليه بانهم سيحررونهم من حاكمهم السابق الفاسد!! وزمرته من الاشرار المارقين والارهابيين فابتهج الشعب المسكين وغني ورقص وطلب منهم التفويض كأنه اله يفعل ما يشاء فرضوا وكانوا في غاية السرور واعتبروه بطلهم القومي ومحررهم حتي انهم عرضوا عليه ان يأخذ ما يشاء ويجعل من النساء عشيقات واخباب ويزيد منهم ما يحب فهو شرف للجميع!!، لكن العالم الصالح لم يرضى بذلك وأصدر مباشرة فتواه بعدم جواز ذلك ولا يجوز ولاية هذا الحاكم لأنه ديكتاتور، واشتعلت وكسونيا بغضب الأمراء الذين يتحكمون في كل المناصب الرفيعة، ، وجاءوا إلى الشيخ وحاولوا إقناعه بالتخلي عن هذه الفتوى، ثم حاولوا تهديده، ولكنه رفض كل هذا مع إنه قد لاقي منهم اضطهاد شديد في كل حياته معهم، ولكنه لا يجد في حياته بديلاً عن كلمة الحق، فرفع الأمر إلى القضاء، فاستغربوا من كلام الشيخ، ورفضوه، وقالوا إن هذا الأمر ليس من الشئون المسموح بالكلام فيها، فهنا وجد الشيخ أن كلامه لا يسمع، فخلع نفسه من كل مناصبه وحياته واعتزلهم وهو يعلم أن الله عز وجل سائله عن سكوته كما سيسأله عن كلامه، ومن هنا قرر العالم الورع أن يعزل نفسه من أي منصب رفيع، ومضحياً بالوضع الاجتماعي وبالمال وبالأمان بل وبكل الدنيا..
وركب الشيخ حماره، وأخذ أهله على حمار آخر، وببساطة قرر الخروج والاتجاه إلى إحدى القرى لينعزل فيها إذا كان لا يُسمع لكلامه ولفتواه، ولكن الشعب المقدّر لقيمة العلماء رفض ذلك الأمر، فماذا حدث؟
لقد خرج خلف الشيخ العالم الآلاف من العلماء الحقيقيين ومن صالحيها وتجارها ورجالها، بل خرج النساء والصبيان خلف الشيخ تأييداً له، وإنكاراً على مخالفيه..
ووصلت الأخبار إلى كل المسئولين فأسرعوا خلف الشيخ لاسترضاه، فما قبل إلا أن تنفذ فتواه، وقال لهم إن أردتم أن يتولى هؤلاء الأمراء مناصبهم فلابد أن يباعوا أولاً، ثم يعتقهم الذي يشتريهم، ولما كان ثمن هؤلاء الأمراء قد دفع قبل ذلك من بيت مال المسلمين فلابد أن يرد الثمن إلى بيت مال المسلمين، ووافق المسئولين على مضض ، وتولى الشيخ بنفسه عملية بيع الأمراء حتى لا يحدث نوع من التلاعب، وبدأ يعرض الأمراء واحداً بعد الآخر في مزاد، ويغالي في ثمنهم، ودخل الشعب في المزاد، وكل في صالح الشعب ووضع المال في بيت مال المسلمين، وهكذا بيع كل الأمراء الذين يتولون أمور الوزارة والإمارة والجيش وغيرها، ومن يومها والشيخ يعرف "ببائع الأمراء! "ومحرر الشعب من رق العبودية وهنيئا لشعب حرر نفسه من عبودية الفساد وأكتشف أن الولايات العامة والإمارة والمناصب الكبرى كلها للمغتصبين وهم في حكم الرقيق والعبيد للمناصب والمال والنساء والفساد، ولا يجوز لهم الولاية على الأحرار، فأصدر مباشرة فتواه بعدم جواز ولايتهم لأنهم من العبيد وهنيئا لشعب حر ولا يرتضى بغير الحرية بديلا .
تصنيف :
0 التعليقات:
إرسال تعليق