تعديل

الاثنين، 18 نوفمبر 2013

((( سكره)))) واقع الحياه مع Dr. Megren Fuad Alkhayatt

تمضي الحياة، بحلوها و مرها و شقائها و سعادتها، بلحظاتها الدافئة التي نشعر فيها بالحب، و ساعاتها الحزينة التي نتألم فيها من داخلنا، و بعد أسابيع عاش فيها الناس في إجازة الصيف يعود الطلبة و المدرسون إلى دورة حياتهم من جديد.

لن أسأل اليوم عن إنجازات تلك الأيام الخوالي، و لن أسأل عن الأوقات المهدرة، و لن أسأل عن ما سجله التاريخ من مواقف و أحداث عصيبة، لكني أسأل الطلبة اليوم هل أنتم سعداء من داخلكم لما هو آت؟

أعرف أن الضحك سوف ينتاب الكثير لأن أحدا لا يتمنى أن يعود للصف الذي يلزمه بالاستيقاظ باكرا و الجلوس على كرسي خشبي متعب، أو السماع لأستاذ ممل، أو مُدرسة لا تحسن اختيار الملابس.

العجيب أن طلاب الجامعات خصوصا من البنات يريدون الدراسة لأنها سوف تجمعهن بصديقاتهن من جديد بعد طول غياب. هنيئا لكن الحب، و الكلام الذي لن ينتهي، و القصص العجيبة الخيالية و المغامرات الصعبة.

نريد مدارس مرفهة تجعلنا نشتاق لها، نريد أساتذة محترمين يفهمون مادتهم جيدا، نريد جامعاتنا تقوم على أساس مشاركة الطالب و تعليمه العلم لأجل التطبيق، لا نريد نظريات و فلسفات بعيدة عن الواقع، نريد احتراما و جوا من الحرية في مرافق التعليم، و نتمنى أن نصل إلى شيء من هذا.

و لكن إخواني الطلبة أسالكم سؤالا من الذي تتوقعون أنه سوف يغير كل هذا؟ هل تظنون المسؤول الذي عشعش الفكر القديم في رأسه و هو مرتاح على كرسيه أن يقوم بالتغيير؟

الذي أريد أن أؤكده لكم أن الحياة التي تريد أن تحياها أنت من يحدد كيف تكون، لا شك أن العوامل الخارجية تلعب دورا و قضاء الله ماض فيك، و لكن لماذا لا تجعل الظروف المحيطة حولك فرصا سانحة تجعلك منطلقا للأمام ناظرا إلى المستقبل بعين ثاقبة.

لقد درستُ في مدراس قديمة، و عشت أيام الجامعة بمنهج رتيب ممل، و لكن كنت كل يوم أستيقظ فيه صباحا أشعر براحة و سعادة لأني و في كل خطوة أخطوها لمدرستي و جامعتي أسلك طريقا سيؤدي بي إلى الجنة. سعادة القلب و استشعار نظر الله بدَّل كل مواقف الكدر إلى ساعات من التأمل و الراحة و منة الله علي فيما بعد، بعد سنين من التعب.

كنت أحب التعليم، و لكن مع دراستي للطب كنت لا أعرف كيف سأكون معلما، فالطبيب يعالج الناس و ليس له علاقة بالتعليم كثيرا، و لكن بعد سنين اختار الله لي من حيث لم أشعر دراسة التعليم الطبي، فكنت معلما لطلبة الطب و معلما لأساتذة الطب في طرق التعليم الحديثة.

العلم يا إخواني مفتاح من مفاتيح السعادة، و قد رأيت مصداق حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم في حياتي حين قال: منهومان لا يشبعان منهوم الدنيا و منهوم العلم. فكلما غرفتَ من العلوم تذوقت حلاوتها و تمنيت أن تغرف منها المزيد، و ما قيمة الحياة؟ إنها منتهية و لا يبقى فيها إلا ما قدمنا للأجيال من بعدنا، و الباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا و خير مردا.

فإذا ما انتهت الإجازة، فلا تعبأ بكلام الأصحاب، و اجلس مع نفسك جلسة صريحة، و غير أسلوب تعاملك مع حياتك، حاول أن تقوم كل يوم بنشاط لتتحدى الواقع، و تنظر للمستقبل بأمل يشرق.

رأيت في البنات حرصا على العلم، فهنيئا لحواء حرصها، و شمروا يا شباب لا يسبقوكم إلى الجنة و نعم السباق.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More