إن الفرق بين الحلم
العادي والكابوس فرق في الدرجة لا في النوع ولكل منهما دلالته النفسية وتأثيراته على
شخصية وحياة الفرد وتصرفاته وانعكاساتها على الآخرين . إن الحلم والكابوس كلاهما نشاط
نفسي صادر عن اللاشعور ولكن الكابوس أكثر وضوحا وأشد وطأة من الحلم العادي مما يجعل
من دراسته وتفسيره مدخلا لدراسة وتفسير شخصية الفرد.
وتؤدي وطأة الكابوس
إلى فزع النائم والخشية من آثاره ومن تكراره وعدم نسيانه . ولا يختص الكابوس بالأمور
التافهة إنما يكون مفعما بالمعاني والدلالات حيث يتخذ أشكالا وصورا كثيرة تنزع عادة
إلى التكرار ومن أمثلتها أن يحلم الشخص أنه يدفن حيا أو يكون محشورا في نفق طويل مظلم
أو انهيار جبل أو بناء فوقه أو سقوطه من علو شاهق.
وقد يتخذ الكابوس
صورا خرافية أو رمزية مثل أن يأتي في صورة عفريت أو جان أو في شكل تنين أو وحش مفترس
خرافي كما قد يتخذ صورا رمزية واقعية مثل الحروب أو القتال خاصة لدى الجنود والمقاتلين
الذين مروا بخبرات مماثلة ومؤلمة. ويصاحب النائم في جميع الكوابيس شعور بفقدان القدرة
على الحركة والعجز أو الشلل الجسمي والنفسي وقد يصرخ بأعلى صوته دون أن يسمع له صوت
ويظل في براثن هذه المشاعر ليخرج منها بأعجوبة.
ومن الأسباب التي
تؤدي إلى الكوابيس الأسباب المتعلقة بجسم الإنسان مثل الحالة الصحية و الإضرابات الجسمية
مثل عسر الهضم وإعاقة الدورة الدموية بسبب الوضع الغير ملائم للنائم ومنها الإصابة
ببعض الأمراض أو تناول عقاقير مؤثرة .ومنها الأسباب الخارجية مثل البيئة الاجتماعية
والثقافية للفرد ومعتقداته وحالته النفسية حيث تستثار مشاعر الفرد بقوة من قبل مؤثرات
قوية وملحة على نفسية الفرد فتظهر الأحلام والكوابيس.
ويقول ابن سيرين
إن جميع ما يرى في المنام قسمان أما من الله وهو الرؤى الصالحة وهي بشرى من الله.وأما
أباطيل الأحلام كما يقول فهي من النفس والشيطان. إن تحليل مثل هذه الأحلام والكوابيس
يمكن أن تعين في فهم وتفسير الكثير من جوانب شخصية الفرد في كثير من المواقف والحالات
والأحايين.
والأحلام هي نتاج
لنشاط عقلي يحدث أثناء النوم ، وهي ظاهرة صحية لا تعني وجود اضطراب غير طبيعي ، وقد
اكتشف العلماء ارتباط حدوث الأحلام بصفة رئيسية بنوم الحركات السريعة للعين REM ومدته
في المتوسط ساعة أو ساعتين على مدى فترة النوم
0 التعليقات:
إرسال تعليق